مرآة الوطن || مدرسة الفلاح الأنصارية بـ(إيبنغ) من عام 1985 إلى 2020

             



إعداد:
محمدن بن أبي بكر بن أبا الأنصاري
مونتاج:
عمر بن عبد الله بن محمد بن حمد اكنن الأنصاري
إشراف:
عبدالقادر بن عبد العزيز بن محمد الأنصاري
-------------------------------

الجهود التعليمية في بلادنا

يعتمد التعليم في كل منطقة من مناطق (أزواد) _ قديما وحديثا _ علی جهود أبنائها، واهتم علماؤنا بالتعليم منذ القدم، وأولوه بالغ اهتمامهم، ومنحوه أهم أوقاتهم، وصرفوا عليه كرائم أموالهم، وأشرفوا عليه بأنفسهم، ونشأت في بلادنا عدة معاهد ومدارس ومحاضر وكتاتيب، اشتهرت وذاع صيتها وتوافد الدارسون إليها من كل صوب، ينهلون من معينها الصافي، ويتزودون منها بالمعرفة، ومن النماذج التعليمية الناجحة في بلاد الأنصار التمبكتيين -كل انتصر- مدرسة الفلاح الأنصارية بإيبنغ؛ باعتبارها إحدى المدارس الأهلية القليلة، التي صمدت شامخة في مناخ الصحراء القاسي، تخرج أجيالا متعاقبة من العباقرة الموهوبين، منذ تأسيسها إلی اليوم، متمسكة بالأمل، خلال رحلة شعب (أزواد) الطويلة مع المحن والمعاناة، وصراعه المرير مع الفقر والجهل والحروب، وسنوات الجدب العجاف، والاستعمار والتنصير.

قرية (إيبنغ) وموقعها الجغرافي

(إيبنغ) قرية تابعة لبلدية (زرهو) تبعد عنها حوالي 5 كلم شمالا، وهي منطقة ساحلية من مناطق الأنصار التمبكتيين -كل انتصر- التابعة لولاية (تمبكتو)، وتبعد عنها حوالي 170 كلم شرقا، والقرية تتوسط الطريق البري الوعر الذي يربط بين ولايتي (قاوا) و (تمبكتو).

وكانت قناة (إيبنغ) إحدى قنواتِ النهر المغذية لروافده الشمالية، المتدفقة بتيار المد شتاء كل عام، حتى حبست السدودُ كسد (مركلا) 80% من مياه (أزواد)، حيث جفت مئات الهكتارات من المناطق الساحلية الخصبة، وتحولت إلى فلواتٍ جرداء، بعد أن كانت أنهارًا جارية، تحفها غابات تعج بكل أشكال الحياة الفطرية؛ ثم تضاعفت المأساة بعد قحط عام 1973م وقحط عام 1984م؛ حيث أمحلت البلاد فكُتب الشقاءُ على أهلها من البدو الرحل والريفيين، واضطرَّ عددٌ كبيرٌ منهم للهجرة بحثًا عن حياة كريمة، واتجه الباقون للتمدن والاستقرار، فأنشأوا عدة بلدات وقرى ومخيمات ريفية ساحلية، على امتداد سواحلهم التي كانوا يتخذونها مصايف للاستجمام في عصر ازدهار سلطنة الأنصار التمبكتيين، ومن تلك القرى الناشئة حينها قرية (إيبنغ) التي اتخذت شكل القرية عام 1985م.

فترة الاستقرار والازدهار


هرعت بعض المنظمات الإنسانية للمنطقة واعتبرتها منطقة منكوبة فتم تزويدها بالخبرات والآلات اللازمة لتنميتها؛ حيث أخضعت الآبار القديمة للصيانة؛ فجُصِّصتْ ورُمِّمَت، وحُفرت آبار أخرى، وبُنيت أحواضٌ وخزان لتخزين الماء، وشقت قنوات لتوزيعها، وصممت (طاحونتان هوائيتان)، تحرِّكُمها الرياحُ فتسْحب الماءَ؛ فيتدفق للخزان ثم للأحواض، ويتنقَّل بين القنوات؛ فيشربُ الواردُون، ويزرع الزارعون، ويتزوّد المسافرون بالماء.

ثم بنيت مخازن للمواد الغذائية المختلفة، وشيّد مستوصف يضم صيدلية لتخزين الأدوية، وقسما للتمريض، وعيّن أطبَّاء لمعالجةِ المرضى؛ وأرسل بعض رجال المنطقة للتدرب على بعض المهن المهمة، كالتمريض وبناء المنازل الشعبية، والهندسة الزراعية، واستخدام وصيانة المعدات؛ كما دعمت بعض الأنشطة النسائية، كالتدريب على النسج والخياطة والتطريز، وبعض المهارات المهمة.

انتعشت القريةُ وتسابق سكانها في بناء المنازل الطينية للسكن والاستقرار، واكتظت بالسكان وبلغ عدد العوائل المستقرة أكثر من 200 عائلة، إضافة لما تستضيفه من عوائل الرعاة الرحل المعتمدين على أسلوب عيشهم القديم.

عاد كثيرٌ من المهاجرين للمنطقة بعد هذا التحوُّل الطارئ عليها، وكثُر الخيرُ وازدهر الاقتصاد، واطمأنَّ الناسُ وهدأت نُفوسُهم، وتعدَّدَت المشاريعُ الجماعية في كل القرى وتنوعت؛ كحفر الآبار وبناء المساجد والمدارس وإقامة السدود، وإنشاء مزارع الأرز، وبساتين الخضروات وغيرها، واستطاع أكثرهُم أن يبني لنفسه دارًا ويستغني عن الخيام، بينما حاول البعضُ الجمعَ بين البادية والتمدُّن، تَمسُّكًا بعراقة الماضي وإيمانًا بالواقع الجديد.

تأسيس مدرسة الفلاح


أسس مدرسةَ الفلاح مديرُها الشيخُ عمر بن عبد القادر الأنصاري، ووكيلُها الشيخُ يحيی بن محمد الأنصاري رحمة الله عليهما، بدعم الأهالي وعلماء وأعيان المنطقة عام 1985م، وتطوع للتدريس فيها فريق من مشايخ وفقهاء وعلماء الأنصار التمبكتيين المثابرين، رحم الله الأموات وحفظ الأحياء، وجزاهم الله عن المنطقة والإسلام والمسلمين خير الجزاء.

وكانت المدرسة بقسميها (النهارية - الليلية) نموذجا حقيقيا للمدرسة النظامية من كل النواحي فصولا ومنهجا ونظاما، أما طلابها فهم كل من يحلم بالدراسة، من أبناء المنطقة، ذكورا وإناثا، وصغارا وكبارا.

الشباب وصغار الطلاب يدرسون في القسم النهاري متوزعين بين الفصول، بداية من التمهيدي المخصص لمحو الأمية مرورا بالأول إلی السادس الابتدائي، بينما يدرس الكبار في القسم الليلي، ولم تمض سنتان من تأسيسها حتی تحولت إلی معهد تربوي تعليمي، لتكوين الدعاة والأئمة والمعلمين، وعاشت المنطقة نهضة تعليمية مشهودة، واستطاعت (مدرسة الفلاح) احتلال المركز الأول علی رأس قائمة أرقی معاهد اللغة العربية علی مستوی منطقة تمبكتو حينها؛ وذلك بعد الدخول في منافسة شريفة علی لقب أفضل تعليم عربي في البلاد حينها.

تجدد الاضطرابات والهجرات

تتكرر مأساة شعب أزواد المغلوب على أمره من حين لآخر، بسبب الجفاف والتصحر وانعدام الأمن، وتجدد الصراعات بين الحركات الأزوادية والحكومة المالية؛ وانهيار السلم الأهلي، مما يؤدي للهجرات الجماعية، بحثًا عن مكان أفضل تُتاح فيه للإنسان أبسطُ سُبُلِ العيش؛ وهذا هو ما حصل تماما حينها، ففي تلك اللحظات الهادئة، التي تنفس فيها أهلنا الصعداء، واتخذت حضارتهم أفضل أشكالها، وبدت كأحسن ما تكون، تنظيما ونشاطا ونموا وازدهارا، وبناء عمرانيا وتعليما وسياسة وإدارة؛ اندلعت شرارة الثورة مجددا، فأعقبتها تصفيات عرقية، نفذتها عصابات (قُوندي كيُو) التي شكلها (أتي تي)؛ لإبادة العرب والطوارق؛ فنكلت بهم ولم ينج إلا من نجى بجلده هاربا من الهلاك، وانتشرت رائحة الموت، وأصيب المدنيون العزل بهلع ورعب شديد، وتكررت المأساة مرة أخرى بعد قحط عام 1973م المدمر، ثم القحط الثاني عام 1984م؛ وتضاعفت المعاناة بانقطاع دعم المنظمات التنصرية الداعمة للمشاريع الإنسانية في المنطقة، حيث تعللت بانعدام الأمن؛ فرحلت بلا رجعة تجر أذيال الخيبة؛ بسبب انحسار المد التنصيري أمام النهضة العلمية في بلادنا، وانهزام المنصرين أمام علمائنا، المدعومين من المجتمع المحلي المحافظ؛ فهاجر أهل المنطقة مرة أخرى، ونزحت كل مجموعة إلى أقرب حدود منهم، شرقا نحو النيجير، وغربا نحو موريتانيا، وجنوبا نحو بوركينا فاسو، وشمالا نحو الجزائر وليبيا؛ وهامَ الناسُ على وجوههم؛ وبقي أقل من ثلث السكان متفرقين في البوادي.

ظلّت مدرسة الفلاح صامدة تواصلُ الكفاح، تصارع مناخ الصحراء القاسي، وتتحدی عدو البلاد الأول بعد الفقر والأمراض والاستعمار والتنصير والحروب والتمييز وهو الجهل، إلا أنها لم تعد قادرة على العطاء كما كانت، بعد أن تتابعت الهزات، وتلاحقت المحن والآلام، خاصة بعد رحيل مؤسسيها، وبعض أهم رعاتها، وقد تعرضت لاختبار صعب فيما بين عام 1990 إلى عام 2016م، وكادت تصبح أثرا بعد عين، لولا فضل الله ورحمته، ثم صراع نبلاء الأنصار من أجل البقاء، وإصرارهم على حماية وعمارة وطنهم، ومحاربة الجهل، وقد واصلت مدرسة الفلاح عطاءها تحت ظلال الأشجار والخيام والأكواخ البالية، بعد أن أجبرت على الانشطار والانقسام والتنقل بين المناطق المتباعدة والقری والأرياف والبوادي، حيث تفرعت عنها عدة فروع منها:

1_ فرع (إيم إين أغاتا) وهو مكون من 4 مستويات، من الفصل الأول إلی الرابع الابتدائي؛ وعدد المعلمين 4 غالبا، وتتلقی دعما قليلا من وزارة التعليم بمالي.

2_ فروع (زرهو - إيبنغ - آتلك) وهي: عبارة عن كتاتيب ومحاضر علمية متعددة؛ لمحو الأمية وتعليم القراءة والكتابة، والقرآن الكريم والسنة النبوية، والفقه والعربية، وغيرها من العلوم، وهذه الفروع تعمل بجهود فردية، تحت إشراف بعض مشايخ المنطقة، بدعم من أهل الخير، جزاهم الله خيرا.

إعادة تأسيس المدرسة على قواعدها الأولى وتطويرها:
اتفق نخبة من طلاب مدرسة الفلاح في (السعودية - ليبيا - الجزائر) ومن يدعمهم في الوطن من الأهالي والمشايخ والطلاب، وقرروا إعادة تأسيس المدرسة على قواعدها الأولى وتطويرها، وإضافة المرحلة الاعدادية للابتدائية، عام 2016م.

انطلقت الدراسة في مسجد القرية، لعدم وجود فصول حينها، بينما شرع المؤسسون في بناء الفصول بتدرج، بمجهودات ذاتية متواضعة، بمعدل غرفتين كل عام تقريبا.

وبعد اكتمال المرحلة الأولى من البناء، نقلت المدرسة من المسجد إلى مقرها الجديد، المكون من: (الإدارة - ستتة فصول - دورات مياه)، وتم تسويرها بسلك شائك، على نفقة بعض المحسنين، وذلك لحمايتها من الحيوانات، وأضيف القسم الاعدادي لأوراق الاعتماد، لدى الجهات الرسمية، وفتح لها حساب بنكي، وعين لقسميها مدير واحد و11 معلما، يتقاضون مكافأة قليلة، ثم عينت لإداراة الموارد، لجنة متطوعة مستقلة عن الإدارة، مكونة من أمين الصندوق وأربعة أعضاء ومشرف عام، ومن مهام هذه اللجنة: (صرف المكافآت - الصيانة - توفير المستلزمات الأساسية للمدرسة، كالأدوات الإدارية) ونحو ذلك.

 وقد نظمت المدرسة دورة تدريبية لمنسوبيها في أسلوب التدريس عام 2018م، وانطلقت انطلاقة جديدة مشرفة جدا

وبلغ عدد طلاب المدرسة في المرحلتين الابتدائية و الاعدادية بين
عام 2016م إلى عام 2019م أكثر من (مئتي 200 طالب)
وذلك على النحو التالي:
 الصف الأول الابتدائي 54 طالبا
الثاني الإبتدائي 49 طالبا
الثالث الإبتدائي 30 طالبًا
الرابع 18طالبا
الخامس الإبتدائي 28 طالبا
السادس 10 طلاب
السابع 7 طلاب
الثامن 15 طالبًا
وقد تخرجت الدفعة الأولى من طلاب المدرسة عام 2019م بتفوق، وعددهم 12 طالبًا.

وتم تزويد المدرسة بالمقررات الدراسية عن طريق المحسنين في المملكة العربية السعودية، والذين تكفلوا أيضا بأجرة نقلها إلى دولة النيجر جزاهم الله خيرا، وتولى أبناء المنطقة نقلها من نيامي إلى مقر المدرسة على نفقتهم الخاصة، وتم تزويد جميع طلاب المدرسة في المرحلتين الابتدائية والإعدادية بالكتب المدرسية يوم 1 أكتوبر للعام الدراسي 2020 - 2019م  بحمد الله.
وبما أن القرية باتت تعتمد على الطريقة القديمة للسقاية والري وهي (سحب الماء من الآبار بالدلو والحبل والبكرة) بعد انهيار خزانها الأول وملحقاته، فقد شكل ذلك تحديا كبيرا للسكان وطلاب وأساتذة المدرسة والمشرفين عليها، لذا قرروا إنشاء مشروع آخر لتزويد القرية بالماء، وقد تضافرت جهودهم حتى بني خران حديدي، تمده بالماء مضخة تعمل بالطاقة الشمسية، وتم تزويد المدرسة وعدد كبير من منازل القرية، بمياه الشرب، بحمد الله وتوفيقه.

الاحتياجات الأساسية للمدرسة حاليا:
1- الدعم في توفير مكافآت المعلمين.
2- الدعم لبناء ثلاثة فصول لتكملة المرحلتين الابتدائية والإعدادية.
3- بناء خزان آخر في الجهة الشمالية للقرية، لاستيفاء حاجة الأهالي وحيواناتهم من ماء الشرب.
4- الدعم في مشروع زرع الأشجار في محيط المدرسة على امتداد السور الحالي لتقويته، وتوفير الظلال.

والله تعالى نسأل التوفيق والسداد، ومنه نستمد العون.


مرآة الوطن | شعب كل انتصر (الأنصار الأزواديون) التاريخ العريق والواقع والمأمول | الإثنين 22 يناير 2018

      

نبذة مختصرة عن شعب كل انتصر


الديانة : الإسلام 
الإنتماء العرقي : ينتمي شعب كل انتصر للأنصار والأشراف نسبًا ؛ إلا أنّهم استخولُوا الطّوارِقَ وتحالفُوا معهُم وجاورُوهُم قُرونًا من الزّمن - يتقاسمُون حُلوَ الحياةِ ومُرَّها - حتّى لقد تأصّل عُرفًا أنّ شعبَ كل انتصر حليفٌ أزليٌّ مُّخلصٌ لشَعبِ الطّوارقِ ؛ ولا غنى لأحدِ الشّعبين عن الآخر ؛ وكأنّهما وجهانِ لعملة واحدة - ربٌّ واحِدٌ ، دينٌ واحدٌ ، وطنٌ واحدٌ - آلامٌ وآمالٌ واحدةٌ فى الماضى والحاضر ، ومغانمُ ومغارمُ ومصالحُ مشتركة.

الموطن : المغرب العربي والشّمال الأفريقي (أزواد) والجزيرة العربية.. 

الإنتماء الوطني : شعب كل انصر شعبٌ أفريقيٌّ صحراويٌّ أزواديٌّ ماليٌّ ، بحكم انتمائه الجغرافيِّ السّياسيِّ ؛ حيث أنّ حوالي 90% من كل انتصر يحملُون الجنسيّة المالية ويُعتَبرُون من المواطنين الأزواديين الأصليين ويتمتّعون بكافّة الحقُوق الوطنيّة فى بلادهم. 

التّوزيع الجغرافي : ينتشر أبناء شعب كل انتصر اليوم بين دول المغرب العربي والشّمال الأفريقي مثل الجزائر وليبيا والمغرب وموريتانيا والنّيجير..وفى الجزيرة العربية وخاصّة المملكة العربية السّعودية.. 

أهمّية بلاد كل انصر : يسيطر شعب كل انصر على مناطق حيويّة ، غنية بالثّروة الزّراعيّة والحيوانية والمائية والسّمكية - قبل وبعد الإستعمار - وهي مناطق استراتيجة تتصدّر قائمة أهمّ المناطق فى أزواد..
ولديهم شبكة مترابطةٌ متقاربةٌ من مئاتِ الآبار التي تربطُ بين أهمّ الطّرق الصّحرواية فى أزواد ؛ ولديهم على حافة نهر النّيجير أهمّ الشّواطيءِ والمصايف الممتدّة -مئات الكيلو مترات- على طُول الشّريطِ السّاحليِّ الشّماليِّ والجنوبي للنهر.

التّشكيل القبلي : شكّل الشّيخُ الجليل إنفا الأنصاري الخزرجي الأندلسي الـتُّـنبُكـْتـي حِلفًا قبليًّا من الأنصار والأشرافِ وأتباعِهم ومُحبِّيهم وحُلفائهم المخلصين ؛ فقويتْ شوكةُ هذا الحِلف ووضع الله له القبُولَ فى الأرضِ حتّى تحوّل بفضل الله تعالى إلى سلطنةٍ قويّة لها إمارةٌ مُّستقلّةٌ ، لديها شعبُها وجُيُوشُها الخاصّة بها وسلاطينُها وأمراؤُها وقضاتُها ، ولديها بلادُها التي تحكمُها وتعمرُها وتديرُ شُؤُونها ؛ وقد سُمّي هذا الحلفُ باسم اتّحادية " أو " سلطنة" ( كل انصر " أ و" كل انتصر ) وتعني : ( الأنصار - أهل النّصر - المنتصرُون - النّاصرُون) وقد سطع نجمُها ، ولهجت بالثّناء عليها الألسنةُ فى طُول كلِّ بلادِ أزواد وعرضِها ؛ وحافظت سلطنة كل انتصر على مكانتها بين شُعوب وقبائل أزواد حتّى أدركها الإستعمارُ الفرنسيُّ وهي فى قمّة ازدهارها. 

إمارة كل انصر : بقيت إمارة شعب كل انتصر فى أبناء الشّيخ الجليل إنفا الأنصاري الخزرجي الأندلسي الـتُّـنبُكـْتـي يتوارثُونها ؛ وقد أحبَّهم شعبُهم واحترمُوهم وعرفُوا لهم قدرَهم ومكانتهم وأطاعُوهُم فى - المنشط والمكره - وحاربُوا معهُم الأعداء ؛ وحافظ أمراءُ كل انتصر على مركزهِم الإجتماعيِّ وقامُوا بواجبهم خير قيام حتّى جاء الإستعمار الفرنسيّ ؛ فحاربته شعُوب وقبائل أزواد بما فى ذلك كل انتصر ؛ فشتّتهم المستعمرُون وفرّقوهُم وقضوا على وحدتهم ، وهشّمُوا اقتصاد بلادهم ؛ واغتالُوا المعارضين من الأمراءِ والسّلاطين الذين قاومُوهُم - دفاعًا - وسجنُوهُم ولاحقُوهُم فى جميع البلدانِ حتى قضوا عليهم ؛ وتركُوا الأمراءَ والقادةَ والأعيان المتعاونين معهم فى مواقعِهم ؛ وعقدُوا معهُم اتفاقيّاتِ السّلام وتركُوهُم يحكمُون بلادَهم ؛ وتركُوا لهم ما بين أيديهم من امتيازاتٍ وصلاحيات ؛ فظلّ أعيانُ وسادةُ وأمراءُ شعب كل انتصر يتوارثُون ما بقي لهم من سيادة فى بلادهم ، ويحكمون أنفسَهم ذاتيّا تحت حكم الفرنسيّين ؛ فلمّا استقلّت مالي بقيت الأمورُ على ذلك خلال الحقبة الماضية فى عهدِ كُلٍّ من (مُّوديبو كيتا) و ( موسى تراوري) و (ألفا عمر كناري ) و (أمادُو تُوماني تُورِي ) و (إبراهيم بوبكر كيتا) الرّئيس الحالي لجمهورية مالي .. ولكن مع تغيُّرٍ مُّستمرٍّ للتّشكيلاتِ الإداريّةِ والتّنظيميّةِ للمرشَّحِين المنتخَبين لقيادةِ الشَّعب وتولِّي شئُون البلادِ حسب نظام الانتخابات وقوانين حُكم الأقاليم والولاياتِ والبلديات فى الجمهورية. 

مكانتهم الإجتماعية : يعتبر شعب كل انتصر من أهمّ شُعُوب بلاد أزواد ، ويحتلّون مركز الصّدارة على رأس هرم التّشكيل القبلي الشّعبي بين أهمّ قبائل أزواد وشُعُوبها ؛ فهم شعب كريمٌ متعلّم متديّن ، يكثر فيهم العلم والصّلاح والتّقوى ، ويتحلّون بالأخلاقِ الإسلاميّةِ الحميدة ( الكرم - الشّجاعة - الشّهامة - المروءة - الصّدق - الأمانة - العدالة) ؛ ولديهم فى بلادهم سياسة حكيمة عادلة منصفة ؛ كسبُوا بها حبَّ واحترام وتقدير وثقة الجار والحليف والمسافر وعابر السّبيل والغريب..

المكانة السّياسية : شعب كل انتصر عبارة عن كيانٍ قبليّ موحَّد ومستقلّ ؛ ولديهم فى أزواد بلادٌ مستقلّةٌ مسجّلةٌ فى الإرشيف الفرنسي ووثائق دولة مالي باسم تريبي كل انتصر ، ويحكمُون بلادَهُم ذاتيًّا قبل وبعد الإستعمار ؛ ويشاركون فى حكم كلّ أقاليم أزواد بواسطة قانُون حُكمِ الأقاليم ونظام حكم الولايات ، وينخرطُ أبناءُ شعب كل انتصر فى كافّةِ أجهزةِ الدّولة فى جمهورية مالي ( الوزارات - السّلك العسكري - السّلك الدّبلوماسي) ونحو ذلك ، ولديهم كوادر مؤهَّلون ينخرطُون فى كافّة المؤسّساتِ المدنية (الاقتصاد _ التّعليم - الطّب - الهندسة - رئاسة البلديات ، والأقاليم ، والمناطق ، والقرى ) وغير ذلك ، ويساهمُون فى إرساء قواعد الأمن فى أزواد ومالي بعد استقلالها إلى اليوم ، ولا زالت بلادُهُم تتميّز بوفرة الأمن ولله الحمد. 

سياستهم الدّفاعية : شعب كل انتصر شعب مُّسلمٌ يحبُّون الخير ويعينُون أهله عليه ، ويكرهُون الشّرَّ ويعلنُون الحربَ على الأشرار فى بلادِهم ؛ ويحرّمُون على أنفسِهم وأتباعِهم الوقُوعَ فى المحظُوراتِ الشّرعيَّة والقانُونية ، ويتعاونُون دومًا مع السّلطةِ التّنفيذيَّة لتطبيقِ القانُون فى بلادِهِم ، وإذا ارتَكبَ مُّجرمٌ جريمةً فى بلادِهم جمعُوا الأدلةَ الجنائيّةَ وتعرّفُوا على الأثر بدقّةٍ وتعقّبُوهُ حتّى إذا قبضُوا على الجاني واعترف بجريمته أدانُوهُ وسلّمُوهُ ليدِ العدالةِ ؛ ثمّ تابعُوا قضيّته عبر ممثليهم حتّى نهايتِها ؛ ولديهم عيونٌ ساهرةٌ تحومُ حول حدُود بلادهِم تمشّطُها طُولاً وعرضًا وتدخل فى عمقِ الحدُودِ من كلّ اتجاهٍ ، تنشرُ رسائل السّلام ، وتنقل الأخبار تباعًا ؛ حرصًا على استتباب الأمن فى البلاد ، وحمايةً للممتلكات وأمن الناس ؛ واحتراسًا وحذرًا وتحسُّبًا واحتياطًا.. 
ومع ذلك لدى شعب كل انصر عامة ميلٌ واضحٌ إلى الموادعة والمسالمة جنُوحًا للسّلم واحترامًا للسّلام وحرصًا على نشر الأمن فى البلاد.
وكلما هاجت الفتن في بلادهم وكثر الهرج والنهب والسلب جنحوا للسلم مع الاحتفاظ بحقهم في دفع الصائل وحماية الأنفس والأرض والعرض والمال.

القوانين العرفية: 
1- من وسمَ أنعامَه بوسمِ كل انتصر وعاشَ فى بلادِهم مّعتبرًا نفسَه منهم ؛ فله ما لهم وعليه ما عليهم.. 
2- حماية الجار والمستجير والدّفاع عن الأتباع والحلفاءِ من آكد أولويّات السلطنة وأهمّ واجباتِها.. 
3- من انضمّ إلى شعب كل انتصر للاحتماءِ بهم فلن يجرؤ أحدٌ على التّمييز بينه وبين أبناء شعبهم بأيّ شكلٍ من الأشكال.. 
4- آبار كل انتصر ملكٌ لهم ، لا تُوهَب ولا تُباع ؛ والأولويّة فيها للأنصار ثم الأشراف ثم الأقرب فالأقرب والأولى فالأولى من شعب كل انتصر حسب الأعراف وقوانين السّقاية. 
5- مزارع كل انتصر العامّة ومراعيهم الخصبة ومواردهم المائية ومصايفهم وشواطئهم ملك عامّ مّشتركٌ ، يتوارثه أبناءُ شعب كل انتصر وفق قوانينهم العرفية وعاداتهم الإجتماعية الإسلامية المتعارف عليها ؛ كالأسبقية إلى المكان ، وعمارة الأرض ،، وتوارث المنفعة عبر الزّمن ونحو ذلك.

عقد الاستعمار الفرنسي اتفاقية سلام وتعاون وتطبيع العلاقات مع سلطنة الأنصار "كل انتصر" بعد استشهاد الأمير محمد علي (إنقونا) الأنصاري خلال معارك طاحنة استمرت لعشرات السنين خاضها هو وسلاطين أزواد ضد الغزاة والمستعمرين.

قرر الفرنسيون دمج شعوب الغابات الأفريقية جنوب النهر "البنبارا والسوننكيين" مع الشعوب الصحراوية الساحلية الشمالية "العرب والطوارق" وقرروا دمج سلطنات "أزواد" مع سلطنات الأفارقة "السنغاليين والماليين" فيما سمي "بالسودان الفرنسي"مالي" حاليا.

عارض سلاطين أزواد هذا الدمج وقدموا عريضة للحاكم الفرنسي (ديقول) تتضمن قرارهم فتم تجاهل طلبهم وأمضى الفرنسيون قرارهم على الجميع.

انقسم قادة سلطنة كل انتصر بين معارضة سياسية بقيادة محمد على الطاهر الأنصاري وبين مؤسسة سياسية جنحت للمسالمة وفضلت "الاندماج" ومطاردة حلم الدولة الديموقراطية الكبيرة بقيادة أخيه محمد المهدي الطاهر الأنصاري.

قضت فرنسا وحلفاؤها على المعارضة وزجت بقادتها في السجون وتم إقرار الواقع الجديد بالقمع والقهر وسياسة "فرق تسد" وتتابعت الثورات الرافضة لهذا الواقع إلى اليوم.

كافأت مالي الموقعين لها على وثائق الاندماج بتثبيتهم في مواقعهم الرمزية السيادية وأجرت لهم المعاشات وجردتهم من الصلاحيات السلطانية وعزلتهم عن قواعدهم الشعبية حتى قضوا عن آخرهم.

استخدمت مالي سياسة "فرق تسد" واستبدلت نظام حكم السلطنات القديم بحكم التريبي والكنتوهات والفركسيونات والكمسيات لتجزئة المجزء وتفريق المتفرق والتحكم في الكيانات الكبيرة.

استخدمت الديكتاتوريات المتعاقبة على حكم البلاد سياسة التجويع والتجهيل والتهجير والترويع والحصار الاقتصادي فتشتت شعوب السلطنات وتفرقت كلمتهم وهاجروا هجرات جماعية حتى ظن الأعداء أن بلادهم قد خلت منهم.

بقي شعب كل انتصر صامدا في أزواد مشتتا بين مطاردة حلم "الاندماج" وبين مطاردة حلم "تقرير المصير" حتى رحل الأميران المتزعمان للمشروعين الأمير محمد المهدي الطاهر وأخيه الأمير محمد على.

كانت مالي قد أيقنت أن سلطنة كل انتصر أصبحت برحيل هذين الأميرين أثرا بعد عين وذكرى للذاكرين؛ ولكن الرياح تجري بما لا تشتهي السفن.

قرر الوطنيون من شعب كل انتصر وأعوانهم الأزاوديون المضي قدما في مطاردة حلم "تقرير المصير" في ثورة 2010 م بقيادة العقيد العباس بن محمد آحماد الأنصاري كما قرر أخوه الأمير عبد المجيد بن محمد آحماد الأنصاري مطاردة حلم "الاندماج".

بايع أمراء وأعيان وعلماء الأنصار كل انتصر الأمير عبد المجيد بن محمد آحماد الأنصاري أميرا لتريبي كل انتصر واستطاع انتزاع الاعتراف من السلطات المالية بالواقع الجديد وحصل بذلك على الشرعية الكاملة لتولي هذا المصب عن جدارة.

قام الأمير عبد المجيد بعدة جولات تفقدية لأبناء شعبه في بعض بلاد المهجر والمدن والقرى والحواضر الأزوادية واستمع باهتمام بالغ لنصائح وتوجيهات العلماء وكبار أعيان كل انتصر وتعهد لهم بإجراء إصلاحات اجتماعية وسياسية واقتصادية واسعة وانتزاع نصيب شعب كل انتصر من حكم بلادهم.

أسس الأمير عبدالمجيد وأخوه العقيد العباس وعمهم الشيخ حاما بن محمود الوزير السابق في حكومة مالي وقادة وأعيان وطنيون أزواديون من كل انتصر وبعض الحلفاء المخلصين حركة عسكرية سياسية سموها "سيجيا" وذلك للدخول بها في شراكة وطنية مع شركائهم الأزواديين في تنسيقية الحركات الأزوادية "سيما" حسب ميول ورأي مطاردي حلم "تقرير المصير" بقيادة العباس وحاما أو الدخول في شراكة مع تسيقية الحركات الموالية للحكومة المالية "بلات فورم" حسب ميول الأمير ناصر والزروق بن إين أبورشض.

التقى الشركاء في مؤتمر عام برأس الماء فتدخلت بينهم أطراف خارجية متربصة وكادت لهم للإيقاع بينهم فانقسموا وآل أمرهم إلى تقسيم حركة "سيجيا" بين اتجاهين أحدهما بقيادة حاما بن محمود والآخر بقيادة الزروق بن إين أبورشض.

تجاهل أعيان شعب كل انتصر هذا الانقسام أو لم يجدوا له حلا جذريا حتى خرج عن السيطرة بسبب التعبئة الاعلامية التي يغذيها بالأحقاد أعداء الطرفين.

لزم أمير تريبي كل انتصر الحياد بين شقي "سيجيا" أملا في استعادة مكانته عند الطرفين ريثما يجد فرصة لإصلاح ذات البين ولم الشمل في مؤتمر عام يوما ما.
٥‏/١‏/٢٠١٨، ١:٢٩:٣٥ ص: أبوحيدر: انتهز أعداء الطرفين فرصة غياب صوت أعيان كل انتصر وأوقدوا نارا للحرب وأشعلوا نيران الفتن لمدة عام كامل وروجوا الإشاعات وقادوا حملات منظمة من التشويه والتبكيت والتقريع لإسقاط هيبة أمير تريبي كل انتصر الأمير عبد المجيد الأنصاري وكسر شوكته وتفريق شعبه من حوله تمهيدا للدعوة لخلعه والانقلاب عليه نكاية به وبشعبه الذي يعلق عليه الآمال.

استيقظ أعيان شعب كل انتصر على هول الفاجعة ووجدوا أميرهم يتظلم إليهم من المتربصين؛ الذين تجاوزا مرحلة التخطيط إلى مرحلة التنفيذ.

بدأ أعيان شعب كل انتصر بالشجب والاستنكار والتعبير عن قلقهم والتحذير من خطر التفرق وعقوبة الخروج عن ولي الأمر في الدنيا والآخرة ومغبة إشاعة الفوضى.

*وذكر مجلس آل إنفا وحلفاؤهم بالمملكة العربية السعودية أن الشيخ عبد المجيد بن محمد أحمد ( ناصر ) هو شيخ القبيلة وممثلها؛ وقد تم اختياره في جمع حاشد من أبناء القبيلة وبتأييد من سلطات الدولة مما يعني أن مسألة مشيخة القبيلة وتمثيلها أمر قد تم حسمه والانتهاء منه سلفا؛ ومن العبث الخوض في ذلك بعد ذلك، إلا من ذات الجمع وذات السلطات.*

*كما حذر المجلس من خطورة الخروج عن طاعة شيخ قبيلة الأنصار عبدالمجيد بن محمد أحمد ( ناصر ) فهو وحده المخول بإصدار القرارات والتحدث باسم القبيلة؛ وأن أي بيان أو أمر يخص القبيلة لم يصدر عنه فليس ملزما ولا نافذا عند أي فرد من أفرد القبيلة ولا يمثلهم في شيء ولا يترتب عليه أي أثر.*

*ودعا المجلس جميع أبناء القبيلة إلى العمل لما فيه وحدة الصف والمساهمة فيما من شأنه نفع القبيلة وأفرادها، ونبذ الفرقة والبعد عن أسباب الشقاق والاختلاف امتثالا لقول الله تعالى: ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا).*

*كما أكد المجلس تمسكه بموقفه الأول من قيادة القبيلة والثبات على المبادئ واستعداده التام لبذل كل من شأنه المساهمة في تحقيق التعاون المأمول.*

حصاد السبت 22 أبريل 2017



التفاصيل

1_ أقيم حفل تنصيب السلطات المؤقتة لولايتي (تنبكتو) و (تودني) يوم الخميس 20 أبريل 2017م في (تنبكتو) بنجاح بعد توصل الحكومة لحل مؤقت مع حركة (سيجيا) وشركائها من قادة الشعب في الولايتين؛ وعلى الرغم من عدم وجود وثيقة رسمية موقعة، إلا أن حركة المؤتمر من أجل العدالة في أزواد "سيجيا" قررت إخلاء مواقعها وسحب جنودها بالتزامن مع إلغاء المظاهرات الشعبية التي قرر الشعب تسييرها لإفشال حفل التنصيب في موعده.

 وحسب مصادر مطلعة فإن حركة "سيجيا" حصلت على ضمانات بتعيين ممثلين اثنين لكل جناح من أجنحتها كما أنها ستحصل لاحقا على تمثيلات معتبرة في جميع آليات تنفيذ الاتفاق مثل: السلطات المؤقتة بمختلف الدوائر واللجان الوطنية لإصلاح قطاع الأمن واللجنة الوطنية للتسريح ونزع السلاح وإعادة الدمج (دد إر) وآلية تفعيل وتسيير وتنسيق الدوريات المشتركة (موك) وغير ذلك.

 وقد تم التفاهم حول هذه النقاط وغيرها من خلال محادثات استمرت زمنا طويلا بين هذه الحركة التي تطالب بمزيد من الشمولية بعملية السلام في مالي وبين الممثل السامي لرئيس الجمهورة.

وحول هذا الموضوع تحدثت الإذاعة مع رئيس المكتب السياسي لجناح الحركة الذي كان محاصرا لتنبكتو سابقا السيد الزروق بن إين أبورشض لإعطاء صورة أوضح حول ما حصل.

كما وجه الخبير السياسي محمد بن حاما الأنصاري
رسالة لأبناء الوطن وأنصار "سيجيا" عبر الإذاعة يحثهم فيها على النظر للمستقبل وليس للماضي.

***

2_ التقى فخامة رئيس جمهورية مالي السيد إبراهيم بوبكر كيتا ممثلي الجالية المالية بالمملكة العربية السعودية يوم الخميس 20 أبريل 2017م بجدة للاستماع لاهتماماتهم والتفاعل معهم في حوار مفتوح؛ وخلال حديثه إليهم تطرق رئيس الجمهورية إلى نقاط عدة كان من أبرزها ما يلي:

- جودة ومتانة وأهمية العلاقات التي تربط جمهورية مالي بالمملكة العربية السعودية.
و لا أدل على ذلك، من تأكيد كبار المسؤولين في السعودية بأن هذه العلاقات بدأت قبل عقود من الزمن و ليست وليدة الْيَوم.

- أوضح فخامة الرئيس المالي بأن أي مواطن مالي في الخارج يٌعد سفيراً لبلده من خلال تصرفاته و كذا تعامله مع التحديات التي تواجهه في الخارج.

- أكد فخامته أن جمهورية مالي الديمقراطية طور التأسيس وقد تم إنجاز الكثير  و من ذلك توقيع إتفاقية السلام داخل البيت المالي الكبير.
و بهذا الصدد أعلن رئيس الجمهورية للحضور نجاح عملية تنصيب السلطات الإنتقالية في كل من تنبكتو و توديني مبيناً وأن ذلك تم بشكل سلس بعد تفاهم الأطراف المعنية بحمد الله.

- وجه فخامة الرئيس في حديثه للجالية المالية عامة ولشبابها بصفة خاصة رسالة مفادها أن الوقت قد آن ليشعروا بانتمائهم لوطنهم والافتخار بهذا الانتماء وليس الشعور بالنقص؛ مؤكداً أن على المرء قبل رسم طريقه؛ يجب عليه أولا أن يعرف أصله و فصله و من أين أتى لكي يعرف أين سيذهب.

و ذكر الرئيس قصة حدثت له مع أحد المغررين على حد قوله عندما قاله يوماً " يا فخامة الرئيس ألم يحن الوقت للإنطلاق بالخبرات و الحضارة التي تتحدثون عنها؟" فرد عليه الرئيس قائلاً :
ألا تعلم أن مالي متحضرة منذ القدم وأن طبيياً من تمبكتو أنقذ بعون الله حياة أحد ملوك فرنسا؟ارجع للتاريخ و ستعرف بأن حضارتنا سبقت حضارة دول متطورة الْيَوْم وسنجدد العهد القديم إذا اتحدنا.

وفيما يتعلق بحديث ممثلي الجالية المالية في السعودية لفخامة الرئيس والرسالة التي أبلغوها له بالنيابة عن الجالية استعرض الناطق باسمهم آمال وتطلعات و معاناتهم ومن أبرز النقاط التي ذكرها:

- ضرورة تنظيم إدارة شؤون الحج هنا في المملكة ومنح أبناء الجالية المالية في السعودية فرصة خدمة حجاج بلدهم بأنفسهم؛ فهم أقدر على ذلك من أُناس يأتون من مالي خلال موسم الحج فقط ويحتاجون لمن يدير أمورهم هم أيضاً؛ وأضاف المتحدث متسائلا، كيف يدير شخص منظومة عمل و هو محتاج لرعاية شخصية فيها هو بنفسه؟

- حاجة أبناء الجالية في سن الدرسة لمدارس أهلية و خاصة يدرسون فيها المنهج الدارسي المالي إلى جانب مقررات المملكة للجمع بين الحسنيين.

- صعوبة الحصول على الرقم الوطني "نينا" الأمر الذي يعيق مصالح العديد من أفراد الجالية المالية الذين ترتبط جميع مصالحهم هنا بأوراق ثبوتية سارية المفعول.

- تأخر ملوحوظ في الحصول على جواز السفر المالي الجديد خاصة في الآونة الأخيرة بعد ربطه بالرقم الوطني "نينا".

***

3 _ ﺃﻋﻠﻨﺖ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﻬﺠﻮﻡ المسلح ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺳﺘﻬﺪﻑ ﺑﻠﺪﺓ " ﺗﻐﺎﺭﻭﺳﺖ" 150 كلم شرق "تنبكتو" يوم ﺍﻟﺜﻼﺛﺎﺀ 18 أبريل 2017 م ، ﺧﻠﻒ ﺧﻤﺴﺔ ﻗﺘﻠﻰ ﻓﻲ ﺻﻔﻮﻑ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﻭﻋﺸﺮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺼﺎﺑﻴﻦ.

وحسب روايات شهود عيان من السكان المحليين فإن بعض الرعاة المدنيين سقطوا ضحايا لنيران الجيش المالي والمروحيات الفرنسية خلال القصف العشوائي للمنطقة أثناء مطاردتهم للمهاجمين؛ كما تم اعتقال بعض المدنيين في سوق (تغاروست) الأسبوعي و أطلق سراحهم بعد التحقيق معهم والتأكد من براءتهم؛ ﻭﻋﺒﺮﺕ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ المالية ﻋﻦ ﺇﺩﺍﻧﺘﻬﺎ ﻟﻠﻬﺠﻮﻡ، ﻭﺗﻘﺪﻣﺖ ﺑﺘﻌﺎﺯﻳﻬﺎ لأسر ﺍﻟﻀﺤﺎﻳﺎ.

***

4_ وجه الشاب مختار ولد محمد أحد الضحيتين الناجيتين من الاعتداء العنصري العرقي الهمجي في قاوا عبر الإذاعة رسالة لأبناء شعبه يروي فيها القصة الحقيقية ويبشرهم بتحسن حالته الصحية

تقرير | المشروع الوطني الأزوادي ( تقرير المصير ) نظرة عبر التاريخ | 14 أبريل 2017




بدأت مسيرة نضال الشعب الأزوادي بقدوم الإستعمار الفرنسي نهايات القرن التاسع عشر الميلادي حيث انطلقت الكثير من الحركات الوطنية الأزوادية التحررية المقاومة للاستعمار ففي المنطقة الغربية انطلقت المقاومة (غرب تنبكتو) بقيادة (شبون أق أفندقوم)، ومحمد علي (إين قونا) الأنصاري؛ ثم مقاومة (كل أولي) و (كل تموليت) و (إقودارن) وسط أزواد بين (تنبكتو) و (جوجو)؛ ثم مقاومة (أربندا) جنوب النهر بقيادة (محمد أحمد الجنيدي) وعدد من القادة الميدانيين من (إمددغن)؛ ثم مقاومة منطقة (آقلا _منكا) بقيادة السلطان (فهرن أق الأنصار)؛ ثم مقاومة منطقة (آضغاغ _كيدال) بقيادة (آلا أق البشير) وغيرها من الحركات الوطنية الأزادية التحررية المناهضة للاستعمار والتي قادها أبطال وطنيون قاوموا الاستعمار بالقوة وضحوا بكل ما يملكون لإنقاذ الوطن فسطر التاريخ أسماءهم بحروف من ذهب..

وبعد هبوب رياح الإستقلال بعد الحرب العالمية الثانية بدأ النضال السياسي لطرد المستعمر الغربي ونيل الإستقلال وقد انطلقت في هذه الفترة حركات انفصالية أزوادية بقيادة مناضلين وقادة سياسيين وطنيين من أبرزهم (محمد محمود الأرواني) و (محمد علي الطاهر الأنصاري) و (زيد أق الطاهر) و (إلياس أق أيوبا) و (سيدالمين أق الشيخ).

وقد ركز نضالهم على الجانب السياسي حيث عقد مؤتمر (تنبكتو) الأول عام  1957م ثم المؤتمر الثاني بنفس المكان عام 1958م ومن خلال هذين المؤتمرين وقع قادة برلمان أزواد الشعبي الوطني عريضة تاريخية وجهوها لدولة فرنسا طالبوا فيها بمنحهم الاستقلال لدولة أزواد المستقلة؛ رافضين الإنضمام إلى اتحاد ما سمي (بالسودان الفرنسي) مع شرح مفصل لأسباب ذلك الرفض بالحقائق التاريخية والثقافية والجغرافية.

وبعد حصول النكبة عام 1960م بتمكين مالي من احتلال أزواد بسبب تحالف الحركة الاشتراكية الشيوعية الدولية بزعامة (عبد الناصر و موديبو كيتا وبن بيلا) وحلفائهم؛ وباءت كل المحاولات والجهود السلمية بالفشل في الستينات؛ انطلقت المقاومة المسلحة ضد الإحتلال الشيوعي بقيادة (زيد أق الطاهر) و (محمد علي الطاهر الأنصاري) و (إلياس أق أيوبا) و (سيدالمين أق الشيخ) وغيرهم؛ وقد تعرضت هذه الحركة التحررية للقمع بأبشع الطرق وحوصرت من الطوق الاقليمي بشدة؛ حيث تم استدعاء أؤلئك القيادة الوطنيين للتفاوض فتم القبض عليهم غدرا وقيدوا بالسلاسل وتم إرسالهم لباماكو حيث زجوا في السجن وكان ما كان.

وشحذت هذه النكبة همم الوطنيين الأزواديين وواصلوا مسيرتهم التحررية ولجأوا لنظام القذافي في ليبيا والذي وعدهم بالدعم وفتح معسكرات التدريب والتحق الأزواديون بتلك المعسكرات وتم خداعهم واستغلالهم وخاضوا حروبا بالوكالة لا ناقة لهم فيها ولا جمل في (تشاد) و (لبنان) في فترة الثمانينيات؛ وقد استفادوا من تلك التجارب ميدانيا.

 وبعد أن يئسوا من وفاء القذافي بوعوده لهم قرر بعض الوطنيين الأزواديين التوجه لوطنهم فورا واستطاعوا تفجير ثورة التسعينات والتي انطلقت من مدينة (منكا) عام 1990م؛ وكانت ثورة سياسية وعسكرية وثقافية أحيت الآمال وشحذت الهمم ولكنها حوصرت عالميا مرة أخرى وانتهت هذه الثورة بمصالحة صورية تم توقيعها في الجزائر تحت ضغط إقليمي ودولي؛ ومع ذلك تحققت انجازات كبيرة غير مسبوقة، حيث تم توقيع اتفاق سياسي برعاية دولية شكلية لأول مرة، وتم دمج آلاف الآزواديين في مختلف مؤسسات الدولة المالية صوريا؛ خاصة في الجانب العسكري، ولكن نتيجة لعدم جدية الطرف المالي فشل تطبيق معظم بنود تلك الاتفاقية خاصة في المجالات السياسية والاقتصادية.

ورغم أن الشعب الأزوادي وشريكه المالي وأشقاءهم في الدول المجاورة علقوا الأمال على هذه الاتفاقية وعاد الهاربون من الحرب للوطن للاستقرار بعد أن أنهكتهم هذه الحروب المدمرة الاستنزافية إلا أن التوتر تصاعد مجددا بين الحكومة المركزية في باماكو وبين الأزواديين تدريجيا واشتد الخلاف حول ما لم يتم تطبيقه من الاتفاقية إلى أن انفجر الوضع عام 2006م؛ واستمر التوتر في المنطقة حتى ميلاد (الحركة الوطنية الأزوادية) في اجتماع تنبكتو عام 2010م والتي سميت لاحقا في اجتماع ظاكاك عام 2011م (الحركة الوطنية لتحرير أزواد) (امنلا)..

وقد صعدت هذه الحركة مطالبها هذه المرة لتطالب بانفصال أزواد عن مالي بشكل نهائي حيث رأت من ذلك حلا نهائيا ووحيدا للمشكلة القائمة بين الشعب الأزوادي والمالي منذ أكثر من نصف قرن من الزمان؛ كما ارتأت أن هذا المطلب الوحيد الذي سيضمن للشعب الأزوادي تحقيق مطلبه الأزلي (تقرير المصير) ويضمن كذلك الاستقرار لمنطقة الساحل.

وقد استطاعت هذه الحركة الانفصالية مع حركات أزوادية تحررية أخرى تحرير أرض الوطن بالكامل وأعلنت الاستقلال وقيام دولة أزواد المستقلة في يوم 6 أبريل عام 2012م في مدينة (قاوا)؛ ولم تقف عند ذلك بل صممت علمها الوطني الخاص وشكل عملتها الخاصة وجواز السفر الخاص بشعبها؛ وشكلت حكومتها كاملة بوزرائها وأجهزتها، ووقف العالم كله مندهشا من هذه الخطوات المتسارعة أو المتسرعة، ورغم أن دول العالم كلها أعلنت عدم دعمها لهذا القرار إلا أن الشعب الأزوادي عنده رأي آخر؛ فقد عمت الفرحة أرجاء الوطن احتفاء بهذا الفتح العظيم حسب نظرتهم للأمور واتخذوا هذا اليوم عيدا وطنيا لهم كما الشعوب المستقلة.




 ولكن فرحة الشعب الأزوادي لم تدم طويلا؛ حيث تكالبت جيوش الاستعمار مجددا، واجتاحت أزواد وانتزعته من شعبه مرة أخرى؛ وأخضعت قادة الحركات الأزوادية بالقوة وألزمتهم بتوقيع اتفاقية و(قادقو) ثم اتفاقية (الجزائر) الأخيرة؛ وفي هذا الخضم وصلت القضية الأزوادية إلى كل المحافل الدولية وإلى أعلى هرم للتنظيم الدولي (مجلس الأمن) واستطاع الشعب الأزوادي انتزاع كثير من حقوقه الوطنية من خلال هذه الاتفاقية إن تم تطبيقها؛ وإن لم يتم تطبيقها فإن هذا الشعب وقياداته الوطنيين المخلصين متمسك بقضيته وبحقه حتى (تقرير  المصير) أكثر من أي وقت مضى حسب تصريحات قادته الوطنيين..

وفي يوم 6 أبريل من هذا العام 2017 م وقف أبناء الشعب الأزوادي في الداخل والخارج وقفة رجل واحد في كافة مناطق أزواد وفي جميع دول العالم التي يقيمون فيها ينشدون اناشيدهم الثورية ويرفعون اعلامهم الوطنية ويرسمون رموزهم الانفصالية وينصبون نصبهم التذكارية التي تذكرهم بما يعتبرونه يوما وطنيا لهم.

مستغفلين حكومة مالي وغرماءها السياسيين من القادة المتنفذين للحركات الأزوادية المسلحة المشغولين بالتفاهم حول الشكل النهائي لمجسم كعكة المصالحة الأخيرة وتحديد حصة كل طرف نافذ منها بعد التخلص من الخصوم الضعفاء الذين يتغنون بأمجاد الماضي ويعلقون آمالهم على ما تبقى لشركائهم من المباديء والقيم المتعلقين بقشة الأعراف القومية والمواثيق الإنسانية والمعاهدات الدولية؛ وبعد إرضاء أو إخضاع الأقران الانفصاليين الحالمين (بتقرير المصير) وإسقاط كل رياتهم.

وقد وقف جزء كبير من الجيش الوطني الأزوادي حاميا وداعما لإرادة شعبه وبرهن على ولائه المطلق للشعب بالقيام باستعراضات عسكرية أمام النساء والأطفال وسط هتافات الجماهير المبتهجة.

وكان ما كان...والله غالب على أمره.

مرآة الوطن | الحلقة الرابعة عشر | (جمعية شباب "إيمغران" للتنمية والزراعة الشعبية) ثورة على الفقر والجهل وصراع من أجل البقاء لقاء مع المهندس الدكتور مالك (سبدجا) الطارقي | 28 مارس 2017


نبذة تعريفية عن الضيف:

المهندس الدكتور مالك بن (سبدج الطمى) الطارقي
مهندس زراعي خريج كلية الطب البيطري، يعمل حاليا لدى منظمة الصليب الأحمر الدولي في المجال الإنساني، عمل في عيادات وصيدليات بيطيرية عدة؛ وقدم الكثير من الخدمات لشعبه ووطنه؛ حيث ساهم في علاج المرضى الفقراء وتأمين العلاج لهم في مختلف المناطق، وساهم في حفر بعض الآبار لاستخراج المياه الصالحة للشرب وري المحاصيل الزراعية؛ وأسس (جمعية شباب إيمغران للتنمية والزراعة الشعبية) في منطقة تيلمسي بقرية (تجيروين) لتنفيذ الأعمال الزراعية والإشراف عليها.

..........................................

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 
أهلا وسهلا ومرحبا بكم جميعا بلا تخصيص 
معاكم شاعر كل ايزجيت والدكتور مالك اق سبدجا 
نسافر معكم إلى  منطقة تيلمسي بالتحديد قرية تيجروين 


السؤال الأول :
الدكتور مالك السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد التحيه والسلام 
نشكرك على استجابة الدعوه وسؤالنا الاول لك ...
عرفنا عن نفسك..
وماهو مستوى تعليمك وماهي أهم الأعمال التي تشرف عليها وماهي الإنجازات والخدمات التي تقدمها؟


___________

أسلم على الجميع وأبعث بتحياتي إلى إدارة ومشرفي إذاعة زرهو وأشكركم كثيرا على هذا الدعم الذي قدمتموه لنا
أنا اسمي مالك أق سبدجا دكتور بيطري والآفات الزراعية والمحاصيل وهذا مجال دراستي وتخصصي 
درست في مدينة كيدال ومدينة قاوة وتخرجت في قاوة وبعدها بسنوات ذهبت إلى باماكو والتحقت بمعهد ( IHEP )
في تخصص الشركات والإدارة ....
وبعدها إلتحقت بعمل في هيئة المياه في قاوة وكان العمل ميداني في مناطق ضواحي قاوة مثلا في إنشواج و تيلمسي ...
وبعدها إلتحقت بعمل في ( تاساق )
 ويهتم عملها أيضا بمشاكل المياه وتوفيرها في مناطق مثل ( آربندا ) وغيرها من المناطق ...
وبعدها في عام 2008 ذهبت إلى مدينة كيدال وعملت هناك في دورات تدريبية لمربي المواشي على الأدوية البيطرية وتعليمهم بعض الأساسيات في مجال البيطرة ....
وبعدها إلتحقت ب ( CICR ) المنظمة العالمية للصليب الأحمر وما زلت مستمر بالعمل معها .. 
وما زلت مستمر في توعية الناس وإعطاء دورات تدريبية في مجالات الإذاعات المحلية  والبيطرة والزراعة والإهتمام بها وكيفية تحسين المحاصيل وحمايتها ...
وشكرا …

***

السؤال الثاني :
منطقة تيلمسي ...عرفنا عليها ومن هم سكانها  وماهي نشاطاتهم وما أهم مشاريعهم ..وهل هناك من يقدم لهم يد العون فيما يخص الزراعة وكيف بدأت الفكرة؟


__________

تيلمسي هي بلدية من بلديات ولاية قاوة ... ولكن اليوم كل سكانها يتمنون أن تصبح ولاية مستقلة تسمى ولاية ( الاتا ) 
ومقرها يكون ( آظوا نالخير )  وغالبية سكانها هم من كل تماشق والعرب وكذلك السونغاي ...
الهدف من ( مكتب شباب إمغران والتنمية ) هو تغيير الوضع على الأرض بمعنى أن يعود الجميع إلى وطنهم ويعملون  به و يعلموا الأجيال الحالية والقادمة أنه من الجيد والمفيد أن يبقى الناس في مناطقهم ويطورونها ويعملون بها ويستخرجوا ما بها من خيرات والإستفادة منها ولكي يؤكدوا للعالم أنهم موجودين وفاعلين مهمين على أرضهم ويتوقفوا عن الترحال بين بلدان العالم 
وهذا أحد أهداف المكتب المذكور  أن يكون مثال لكافة الشباب الأزوادي وأن يكون العمل بأرض الوطن أولوية مطلقة لهم ..

***


سؤالنا الثالث لك :
نريدك أن تخبرنا كيف بدأتم هذا المشروع وكيف تم الإتفاق عليه 
وكيفية حراثة الأرض وزراعتها  واستخراج  الماء وحماية المزارع  
لتتفادون الأمطار والغبار والحشرات الضارة والحرارة الشديده 
وكيف تم تدريب الشباب وهل هناك إقبال على مثل هذه النشاطات؟



ـــــــــــــــــــــــــــــــ

المشروع بدأ يوم 11 02 2016  في منطقة تسمى ( بكت الباس) في بلدية ( إنشواج )  بدأ بلقاء لشباب عازمين على أن يتحدوا
 إتحاد كامل وخاصة في مناطق ( تيجيروين ، إنغونان ، أسالوا ، إنكيون ، تينسنانن ، عائشة المومنن ، بكت الباس ، إنكورو ، تيجلالين ، توارضي ) وتقرر أن يكون كافة شباب ( مكتب إمغران والتنمية ) متحدين فيه ولهم رئيس واحد وقرار موحد وبذلك يسهل عليهم مجابهة الصعوبات ..
وفي بداية الأمر تم إختيار الأماكن المذكورة وإنشاء مزارع بدائية وجمع ما تيسر لنا من فؤوس لقطع جذوع الأشجار الكبيرة 
وإنشاء سياج من جذوع الأشجار حول الأماكن المخصصة للزراعة ..
وعندها جاء كبار هذه المناطق وقدموا لنا يد العون بكل ما يستطيعون من مواد غذائية ومياه الشرب أثناء فترات العمل ..
وقمنا بإنشاء جداول تقليدية للزراعة وتعليم الناس كيفية الزراعة وطريقة زرع وإنشاء هذه الجداول لزراعة الخضار فيها ووجدنا تجاوب كبير من السكان وتعلموا واستفادوا كثيرا ولله الحمد .

***


سؤالنا الرابع :
ماهي أهم البذور التى تمت زراعتها والتى لم تصلح للزراعة وغيرها من البذور التي تودون زراعتها ولم تتوفر ؟
وماهي الصعوبات التى واجهتكم  مع عدم استقرار الأمن هناك ؟



ـــــــــــــــــــــــ

البذور ما شاء الله نقوم بزراعة كافة أنواع البذور مثل البصل ، البطاطا ، الطماطم ، الجزر ، البطاطا الحلوة ، الدلاع (البطيخ)، القرع ، وغيرها كثيرا ..
وكذلك بعض الأشجار المثمرة مثل الليمون ، البرتقال ، النخيل ، أنواع كثيرة تمت تجربتها ونرى أنها ناجحة ... 
وإنما ما يواجهنا هو الأمراض والآفات الزراعية في ظل نقص الأدوية الزراعية وعدم توفرها أصلا وحتى وإن ذهبت
 إلى مدينة قاوة مثلا بحثا عنها لدى المختصين ستواجهك نفس الأعذار التي دائما ما يتحججون بها وهي انعدام الأمن في مناطقنا الخوف من اللصوص وكلها أعذار واهية ...
وأكبر مشكلة تواجهنا هي عدم توفر المياه بكميات تكفي في المناطق التي ذكرتها إذ أن بعض المناطق فيها مياه ولكن شحيحة وبعض المناطق لا توجد بها أصلا ونادرة ...
وكذلك كافة الجهات التي تتغنى بأنها جاءت إلى أزواد للمساعدة في التنمية لا تقوم بأي شئ سوى أنها تتعذر بإنعدام الأمن والخوف من التجوال بين المناطق أي أنها أعذار لا مبرر لها ....


سؤالي الخامس
نريدك أن تخبرنا هل هناك جهة معينه قامت بدعمكم سواءا كانت حركة أو حزب أو أي جمعيه كانت بالداخل أو الخارج ؟
وكيف تم توضيح أهمية وضرورة المشروع لكي يستفيد منه الأهالي في المنطقة؟



___________

في بداية الأمر لم نتلقى أي نوع من أنواع الدعم وإنما كل ما وصلنا إليه جاء بمجهودات ذاتية ل ( مكتب شباب إمغران والتنمية ) وكلها مجهودات ذاتية من الشباب الأعضاء وكلها محليا داخل أرض الوطن ...
أما فيما يخص الدعم من قبل منظمات عالمية أو دولية أو محلية فلا يوجد أي شئ يذكر ، وفيما يخص الحركات الأزوادية أيضا لم نتلقى منهم أي دعم إلا الدعم المعنوي والتشجيع وأثنوا على العمل ...
وكل الثقل في العمل يقوم به الشباب من هذه المناطق سواءا  كانوا رجال أو نساء ...
ونحن ما نقوم به ما هو إلا لضرب أمثلة لكافة شباب أزواد في العمل ولكي تقنع الناس هنا في أزواد بفكرة معينة يجب أن تكون أول من يطبق هذه الفكرة وتعمل وتتعب معهم وتكون بينهم دائما وتشجعهم كل يوم ... والحمد لله هناك إقتناع يتطور بالفكرة كل يوم ..

سؤالي الأخير 
 ماهو العائد المادي العائد عليكم أو الأرباح أو الخسائر التي تعرضتم لها ؟
وهل هناك من قام بدعمكم من الأهالي بشراء ما تحتاجون له في دعم هذا المشروع ؟
 وهل هناك من قام بتقليدكم في هذا المشروع في المناطق المجاورة ؟ 
وهل ترى أن هذا المشروع له فوائد للمستقبل لأهالي وأرض الصحراء 
نريد أن تخبرنا أيضا عن جمعية شباب إمغران والتنمية  ماهدفها  وما الإنجازات التي قامت بها والتي ستقوم بها لاحقا ؟ 
وفي الأخير ماهي رسالتك لإذاعة زرهو الإخبارية ولأبناء مجتمعك ولك كل الشكر والتقدير وإلى لقاء آخر




ـــــــــــــــــــــــــــ

مما لا شك فيه أن الفائدة كبيرة جدا من العمل الذي نقوم به ما شاء الله لأن كل المحصول الزراعي الذي تحصلنا عليه تم بيعه في مكانه واشتراه  أهل  المنطقة مباشرة بدون الحاجة إلى البحث عن سوق أخرى أو أسواق بعيدة. 
وكذلك لاقى إستحسان وتشجيع كبير من الأهالي إذ أنهم لم يتوقعوا يوما أن مناطقهم فيها كل هذه الخيرات ..
وكذلك ساعد على ترسيخ فكرة العودة إلى الأرض والعمل بها وزراعتها حيث أنه كلما تعطيها من مجهودك تعطيك أكثر
وأهدافنا كبيرة جدا والآن نحن نجهز أنفسنا لموسم الأمطار القادم للعمل والحصول على نتائج أفضل بإذن الله ..
ومن أهداف ( مكتب شباب إمغران والتنمية ) تعميم الفكرة على مناطق كثيرة والعمل على التفكير في التعليم والصحة ومحاربة الجهل والفقر في كافة مناطق أزواد ...
نتمنى من إذاعة زرهو أن تعمم رسالتنا رسالة ( مكتب شباب إمغران والتنمية ) أن الفائدة التي يبحث عنها الجميع ويسافر من أجلها بين بلدان العالم موجودة عندنا وبيننا وتحت أقدامنا فيجب على الجميع إعادة التفكير والعودة إلى أرضهم والعمل بها واستخراج ما بها من خيرات 

والله نسأل التوفيق والسداد